مقدمة :
عرفت أوربا خلال القرن 19 م و مستهل القرن 20 م إحتداد التنافس الإمبريالي بين كبريات الدول الأوربية إنتهى بإندلاع الحرب العالمية الأولى.فما ما هي أهم مظاهر هذا التنافس الإمبريالي و أساليبه؟ و ما هي طبيعة الأزمات الدولية الناتجة عنه و كيف أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى؟
الحرب العالمية الأولى هي حرب عالمية نشبت بين القوى الأوروبية في 28 يوليو 1914
وانتهت في 11 نوفمبر من عام 1918
1-1 مظاهر التنافس الإمبريالي خلال القرن 19م و مطلع القرن 20م :
أ- مظاهر التنافس السياسي:
سعت الجول الأوربية الكبرى الى البحت عن مناطق نفوذ جديدة, و تقاسم ثروات دول شمال إفريقيا و البلقان بالإضافة إلى الإمبراطورية العثمانية.و قد أدى هذا السعي إلى إحتدام الصراع بين هذه الدول, حيت سعت انجلترا للحفاظ على نفوذها بالإمبراطورية العثمانية, و تطلعت فرنسا لأسرجاع أٍراضي الألزاس و اللورين من ألمانيا , كما تأهبت إيطاليا بدورها لتحرير أراضيها الشمالية من النمسا.
ب- مظاهر التنافس الإقتصادي:
بدأت الدول اللإمبريالية في البحت عن أسواق جديدة داخل المستعمرات رغبة منها في تصريف فائض الإنتاج الفلاحي و الصناعي , بالإصافة للبحت عن المواد الأولية و توسيع استثماراتها و كذا تصريف فائضها البشري.2-1 أساليب التنافس الإمبريالي :
أ- سياسيا:
دفاعا عن مصالحها و سعيا منها لتقوية نفوذها , قامت الدول الإمبريالية إلى إنشاء تحالفات بينها , فتنوعت مابين:
-تحالفات ثلاثية: حيث أنشأت كل من ألمانيا, إيطاليا, النمسا-هنعاريا تحالفا ثلاثيا سنة 1882.
-تحالفات ثنائي: و في ذلك نموذج النمسا-ألمانيا سنة 1879.
ب- عسكريا:
تسابقت فيه الدول الكبرى للرفع من حجم جيوشها (ألمانيا : 5 ملايين جندي) و أسلحتها (السلاج البحري و البري : سفن حربية, مدافع).
ج- إقتصاديا:
خدمة لمصالحها الإمبريالية داخل المستعمرات , عملت الدول الكبرى على زيادة عقود المعاهدات التجارية, و تطوير مواصلاتها التجارية بمد السكك الحديدية و تطوير ملاحتها البحرية.3-1 وسائل التنافس الإمبريالي :
أ- المؤتمرات :
لتخفيف حدة التنافس اللإمبريالي, لجأت الدول الكبرى إلى عقد عدة مؤتمرات:–مؤتمر برلين 1878: دار حول الإمبراطورية العثمانية, إنتهى بإقتطاع عدة أجزاء منها.
–مؤتمر برلين 1885-1885: حول تقاسم مناطق النفوذ بالقارة الإفريقية.
الى جانب أخرى منها مؤتمر مدريد 1880 , مؤتمر الجزيرة الخضراء 1906.
مجمع مؤتمر برلين سنة 1884
أ- الإتفاقات :
بجانب المؤتمرات , عقدت الدول الإمبريالية عدة إتفاقات لتسوية النزاعات حول مناطق النفوذ منها:–الإتفاق الفرنسي-الإيطالي 1902:
لتسوية الخلاف حول بعش مناطق النفوذ بالمغرب و ليبيا.
–الإتفاق الودي الفرنسي-الإنجليزي 1904:
الذي قى بتنازل فرنسا عن مصر مقابل حرية التصرف في المغرب.
–الاتفاق الفرنسي-الاسباني 7 أكتوبر 1904:
اعترفت فيه فرنسا بالنفوذ الاسباني في شمال المغرب.
1-2 اندلاع أزمتين دوليتين في المغرب سنتي 1905م و 1911:
أ- أزمة طنجة 1905:
اندلعت بين فرنسا و ألمانيا بخصوص المغرب, بعد زيارة الامبراطور “غيوم الثاني” لمدينة طنجة, حفاظا على مصالح ألمانيا الاقتصادية و تأكيدا مها على سيادة المغرب.سعى الطرفان الى تسوية الخلاف بعقد مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906, أسفر عن قرارات منها : انشاء بنك مخزني, تكوين شرطة بالموانئ المغربية … خدمة لمصالح الفرنسية و الاسبانية.
ب- أزمة أكادير 1911:
بسبب إرسال ألمانيا لبارجة حربية الى ميناء أكادير احتجاجا على الاجتياح الفرنسي لفاس, و انتهت الازمة بعقد اتفاق قضى بمنح فرنسا الكونغو لالمانيا.جيوش فرنسية في المغرب خلال أزمة أكادير سنة 1911
2-2 الأزمات البلقانية الثلاتة :
أ- الأزمة البلقانية الأولى :
قامت سنة 1908 بعد ضم النمسا للبوصنة و الهرسك و إفشال مشروع الوحدة اليوغسلافية الذي وضعه الصربيون ,مما زاد في العدا بينهماب- الأزمة البلقانية الثانية :
دخلت دول العصبة البلقانية ( صريبا, اليونان بلغاريا ز الجبا الأسود) في حرب ضد الإمبراطورية العثمانية , انتهت بهزيمتها و تخليها عن أراضيها الأوربية لفائدة الدول المنتصرة.ج- الأزمة البلقانية الثالثة :
أعلنت بلغاريا الحرب على صربيا في 27 من نونبر 1913م بسبب الخلاف حول توزيع منطقة مقدونيا, و انتهت بهزيمة بلغاريا و توقيع معاهدة بوخاريست في 10 غشت 1913م, تنازلت بموجبها بلغاريا عن العديد من الممتلكات لصالح دول العصبة البلقانية.3-2 إغتيال ولي عهد النمسا و اندلاع الحرب العالمية الأولى :
🔫 👳 اغتيال ولي عهد النمسا من طرف طالب صربي سنة 1914
أقدم طالب صربي على اغتيال ولي عهد النمسا “فرنسوا فرداند” بمدينة سراييفو البوسنية يوم 28 يونيو 1914, مما دفع بالنمسا الى فرض عقوبات على صربيا, و كان إعتراض هذه الأخيرة الشرارة التي أشعلت فتيل الحرب العالمية الأولى سنة 1914 بين الحلف الوفاق و التحالف الثلاثي.
خاتمة:
أدى إحتداد التنافس الإمبريالي بين كبريات الدول الأوربية إلى نشوب أول حرب عالمية في مستهل القرن 20 م تجاوزت خسائرها البشرية 9 ملايين قتيل.
جنود يضعون الأقنعة الواقية من الغازات السامة في الحرب العالمية الأولى
0 comments:
إرسال تعليق